في بداية 2022، تم الوصول إلى مرحلة حاسمة من مراحل مشروع التمكين الإلكتروني «E-TAMKEEN»، ويتعلق الأمر بمرحلة تقييم منتصف المدة، التي تم إطلاقها اعتبارا من فبراير واستمرت حتى أبريل. لم يكن هذا التقييم مجرد إجراء شكلي، بل شكل فرصة فريدة لافتحاص الأعمال والتقدمات المحرزة عن كثب، منذ إضفاء الطابع الرسمي على اتفاقية التعاون في 2018 حتى مارس 2022.
ويكمن جوهر عمل المقيمات/المقيمين في تنفيذ ثلاث مهام أساسية. أولاً، كان الأمر يتعلق بتقييم التقدم من خلال تقديم رأي متوازن، نوعياً وكمياً، حول التقدم الذي أحرزه البرنامج. بعد ذلك، طُلب من المقيمات/المقيمين تقديم توصيات مستنيرة بشأن الاتجاه المستقبلي للبرنامج. واستندت هذه التوصيات إلى تحليل دقيق للبيانات المتراكمة. وأخيرا، كان دور المقيمات/المقيمين هو استخلاص الدروس من التجربة الحالية، وبالتالي اقتراح تحسينات للبرامج والاستراتيجيات المستقبلية المتوخاة.
ولضمان إجراء تقييم شامل، تم اعتماد مقاربة نوعية وكمية. استخدم المقيمون معايير معترف بها من قبل مؤسسات مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، المفوضية الأوروبية، والبنك الدولي. وعلى وجه الخصوص، اعتمدوا على شبكة مفصلة لـ"الأداء"، بمثابة أداة التحليل الرئيسية. وسلطت هذه الشبكة الضوء على معايير أساسية مثل الملاءمة، التماسك، الفعالية، الكفاءة، الأثر والاستدامة.
وقد تم إثراء طريقة التقييم، الذي اتسم بالصرامة، بالمقاربة التشاركية. وعززت عمليات التبادل المستمرة وملخصات المقابلات اليومية وورش العمل التأملية التعاون مع فرق المشروع. وكان نطاق هذا التقييم ملحوظًا أيضًا، حيث شمل الشركاء الأربعة عشر المستفيدين من مشروع التمكين الإلكتروني «E-TAMKEEN» وغطى جميع جوانب التدخل، بدءًا من تصميم الموارد التعليمية وحتى تنظيم الأحداث الكبيرة، دون نسيان الابتكارات الرئيسية مثل منصة التعلم الإلكتروني.
ويقدم هذا التقييم منظوراً استراتيجياً، ويقترح توصيات ودروساً رئيسية للمستقبل. وقد ساعدت هذه المعلومات القيمة على تحسين مسار مشروع التمكين الإلكتروني «E-TAMKEEN»، مما ضمن استمرارية في تحسينه وتحقيق طموحاته الأكثر جرأة.